الأحد، 24 أغسطس 2008

الحذاء ( نجيب سرور )


*** هذه القصيدة للشاعر العبقرى المجنون ( نجيب سرور ) يتحدث فيها عن جبروت من بيديهم السلطه والحكم .. وهى من القصائد المفضله لدى . وارجو ان تحوذ على اعجابكم .. اترككم مع الحذاء لنجيب سرور
أنـا ابن الشـــقاء
ربيب (الزريبــة و المصطبــة)
وفى قـريتى كلهم أشـــقياء
وفى قـريتى (عمدة) كالاله
يحيط بأعناقنــا كالقــدر
بأرزاقنـــا
بما تحتنــا من حقول حبــالي
يـلدن الحيــاة
وذاك المســاء
أتانـا الخفيـر و نـادى أبي
بأمر الالـه ! .. ولبى أبي
وأبهجنى أن يقــال الالـه
تنـازل حتى ليدعـو أبى !
تبعت خطــاه بخطو الأوز
فخورا أتيــه من الكبريــاء
أليس كليم الالــه أبي
كموسى .. وان لم يجئـه الخفــير
وان لم يكن مثــله بالنبي
وما الفرق ؟ .. لا فرق عند الصبى !
وبينــا أسير وألقى الصغار أقول " اسمعو ا ..
أبى يا عيــال دعــاه الالــه " !
وتنطـق أعينهم بالحســد
وقصر هنــالك فوق العيون ذهبنـا اليه
- يقولون .. فى مأتم شــيدوه
و من دم آبائنا والجدود وأشــلائهم
فموت يطــوف بـكل الرءوس
وذعر يخيم فــوق المقــل
وخيــل تدوس على الزاحفــين
وتزرع أرجلهــا فى الجثت
وجداتنــا فى ليـالى الشــتاء
تحدثننا عن ســنين عجــاف
عن الآكلين لحـوم الكلاب
ولحم الحمير .. ولحم القطط
عن الوائـــدين هناك العيــال
من اليــأس .. و الكفر والمســغبة
" ويوسف أين ؟ " .. ومات الرجاء
وضــل الدعــاء طريق الســماء
و قــام هنــالك قصر الالــه
يــكاد ينــام على قـريتي
- ويــكتم كالطود أنفاســها
ذهبنــا اليــه
فلما وصــلنا .. أردت الدخول
فمد الخفــير يدا من حـديد
وألصقنى عند باب الرواق
وقفت أزف أبى بالنظــر
فألقـى الســـلام
ولم يأخذ الجالسـون الســلام ! !
رأيت .. أأنسى ؟
رأيت الاله يقوم فيخلع ذاك الحـذاء
وينهــال كالســيل فوق أبى ! !
أهـــذا .. أبى ؟
وكم كنت أختــال بين الصغــار
بأن أبى فــارع " كالملك " !
أيغدو ليعنى بهــذا القصر ؟ !
وكم كنت أخشــاه فى حبيـه
وأخشى اذا قـام أن أقعـدا
وأخشى اذا نـام أن أهمســا
وأمى تصب على قدميــه بابريقهــا
وتمســح رجليــه عند المســاء
وتلثم كفيــه من حبهــا
وتنفض نعليــه فى صمتهــا
وتخشى علــيه نســيم الربيــع !
أهـــذا .. أبى ؟
ونحن العيــال .. لنا عــادة ..
نقول اذا أعجزتنا الأمور " أبى يستطيع ! "
فيصعد للنخـلة العـاليـة
ويخـدش بالظفر وجــه السـما
ويغلب بالكف عزم الأســد
ويصنع ما شــاء من معجزات !
أهـــذا .. أبى
يســام كأن لم يكن بالرجــل
وعـدت أســير على أضــلعي
على أدمعى .. وأبث الجــدر
" لمـاذا .. لمـاذا ؟ "
أهلت الســؤال على أميــه
وأمطرت فى حجرهــا دمعيــه
ولكنهــا اجهشــت باكـيه
" لمـاذا أبى ؟ "
و كان أبى صــامتا فى ذهول
بعــلق عينيــه بالزاويـة
وجـدى الضــرير
قعيـد الحصــير
تحسسنى و تولى الجـواب :
" بنى .. كذا يفعل الأغنيــاء بكل القرى " !
كــرهت الالــه ..
وأصبح كل اله لدى بغيض الصعر
تعلمت من بومهــا ثــورتي
ورحت أســير مع القـافلة
على دربهــا المدلهم الطــويل
لنلقـى الصــباح
لنلقـى الصــباح !

هناك 4 تعليقات:

قلوب بتغنى يقول...

صباحو عسل
القصيده طبعا تحفه لانها للشاعر الوقح نجيب سرور
ويمكن بنحبها لانها لمست فينا حاجه مهمه
تحطم فكرة بان هناك من يحمينا من يرد عنا الاذى
والصدمه فى كونه عاجز انسان ضعيف حتى عن حماية نفسه
تفتح الوعى الصغير على تلك الاكذوبه

قديسك مولاتى يقول...

قلوب بتغنى
شكرا لمروورك وتعليقك
جمال القصيده فى ان نجيب لمس فكره يمكن صعب ان شخص يلمسها ويمكن هى اللى انا حاستها وهى تحطم القدوه لطفل وكسر المعانى القيمه بداخله والتى تمثلت فى اهانه اباه والتى سيظل الطفل يتذكرها ولن يرى اباه كما كان يراه فى السابق والسبب كان فى السلطه الجائره..ز
مشكور مرورك على المدونه

canary يقول...

طبعا القصيدة لا تحتاج لكلمات او تعليقات
انهيار الصور الكبيرة فى عقولنا وتدمير المثل امام ناظرينا
توليد القهر والمذله
والكفر بكل من يمتلك السلطه لأنه لن يستعملها الا فى فرض سلطانه وقهر العباد
تحياتى على حسن الاختيار

قديسك مولاتى يقول...

كنارى
شكرا لمروورك
اشعر ان تلك القصيده هى نتاج تجربه شخصية لنجيب سرور
لا يمكن ان يكتب تلك الكلمات ال لمن تذوق نكهة القهر والقمع